محاولات إقالة باول وتسييس الفيدرالي.. خطة ترامب التي قد تُشعل أزمة ثقة الدولار

Picture of دكتور محمد الغباري

دكتور محمد الغباري

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تحليل: تأثير سياسات ترامب على الدولار الأمريكي واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي

منذ توليه الرئاسة في يناير 2025، كثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، منتقدًا رفضه خفض أسعار الفائدة، ومشيرًا إلى إمكانية إقالته من منصبه. هذه الخطوات أثارت قلقًا واسعًا في الأسواق المالية، حيث يُعتبر استقلال البنك المركزي حجر الزاوية في استقرار الاقتصاد الأمريكي.

محاولات ترامب للتأثير على الفيدرالي

ترامب، عبّر عن استيائه من سياسات الفيدرالي، معتبرًا أن رفض خفض الفائدة يعيق النمو الاقتصادي. في أبريل 2025، وصف ترامب باول بأنه “خاسر كبير” ودعا إلى “إنهاء ولايته بأسرع ما يمكن” . رغم أن القانون الأمريكي يمنع إقالة رئيس الفيدرالي دون سبب قانوني واضح، إلا أن ترامب يدرس خيارات قانونية لتحقيق ذلك .

تداعيات ضعف الدولار الأمريكي

منذ منتصف يناير 2025، انخفض الدولار بنسبة 9% مقابل سلة من العملات، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات . هذا التراجع يعكس فقدان الثقة في السياسات الاقتصادية الأمريكية، ويؤدي إلى:

  • ارتفاع أسعار الواردات: مما يزيد من التضخم المحلي وسيؤثر على التضخم العالمي .

  • تراجع الطلب على السندات الأمريكية: مما يرفع تكاليف الاقتراض الحكومي.

  • تسارع جهود “إزالة الدولرة”: حيث تسعى دول مثل الصين وروسيا إلى تقليل اعتمادها على الدولار في احتياطياتها وذلك بهدف كسر هيمنة الدولار الأمريكي .

التحول نحو الذهب والعملات المشفرة والبديلة

في عامي 2022 و2023، اشترت البنوك المركزية أكثر من ألف طن من الذهب سنويًا، وهو أعلى معدل منذ عقد. قادت الصين وروسيا هذا الاتجاه، تليهما دول مثل تركيا والهند، في محاولة لتنويع احتياطياتها وتقليل الاعتماد على الدولار .

هذا بالإضافة أن الصين، استمرت في شراء الذهب لمدة 18 شهرًا متتاليًا حتى أبريل 2024، ثم توقفت لمدة ستة أشهر بسبب ارتفاع الأسعار، قبل أن تستأنف الشراء في نوفمبر 2024 بإضافة 160 ألف أوقية إلى احتياطياتها، لتصل إلى 72.96 مليون أوقية.

هل يمكن للولايات المتحدة اتباع سياسة إضعاف الدولار لتعزيز الصادرات؟

بينما تستخدم الصين أحيانًا تخفيض قيمة اليوان لتعزيز صادراتها، فإن تطبيق سياسة مماثلة في الولايات المتحدة قد يكون له آثار سلبية، نظرًا لدور الدولار كعملة احتياطية عالمية. تخفيض قيمة الدولار قد يؤدي إلى فقدان الثقة الدولية، وارتفاع تكاليف الاستيراد، وزيادة التضخم.

الخلاصة .. محاولات ترامب للتأثير على سياسات الفيدرالي تهدد استقرار الاقتصاد الأمريكي ومكانة الدولار عالميًا. من الضروري الحفاظ على استقلالية البنك المركزي لضمان الثقة في النظام المالي الأمريكي.

مرفق لكم تحليل شامل ومتكامل إقتصادي وفني للدولار والذهب

تقبلوا تحياتي

د. محمد الغباري
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الإقتصادية بدبي

شارك المقال

اترك تعليقاً