كيف تأثرت الأسواق من قرارات الفيدرالي الأمريكي .. وهل سيعود بريق الذهب بتراجع الدولار ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

قرارات تفتح من شهية المخاطر
في أجتماع لجنة السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي تم رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس كما كان تتوقع الأسواق وتم رفع معدل الفائدة من 5.25% إلي 5.50%

معدل الفايدة الامريكي
قرارات الفائدة الصادرة عن البنك الفديرالي الأمريكي

ومع ذلك شاهدنا رد فعل الأسواق للقرارات بانخفاض للدولار الأمريكي وارتفاع الذهب وارتفاع المؤشرات الأمريكية مع تراجع عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين وهو الأكثر حساسية للسياسة النقدية
على الرغم القرارات دي من المفترض لصالح الدولار
ولكن أكيد تراجع الدولار متأثرا بالمؤتمر الصحفي لجيروم باول .. يا ترى ما السبب وراء تراجع الدولار الأمريكي على الرغم من إستمرار النبرة المتشددة للفيدرالي باحتمالية إستمرار تشديد السياسة النقدية .

مرفق لكم التقرير المصور والذي يوضح كيف تأثرت الأسواق من قرارات الفيدرالي وكيف سيكون مسار الدولار الأمريكي والذهب بعد هذه القرارات

ملخص لاجتماع لجنة السياسات النقدية للفيدرالي الأمريكي

يمكن مثل ما ذكرنا في التقرير السابق بأن لا يوجد أدني شك في أن الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس حسب ما كان تتوقعه الأسواق وهذا ما حدث فعليا
ومع ذلك بدلا من أن يصعد مؤشر الدولار متجاوبا مع إستمرار تشديد السياسة النقدية إلا أن أنخفض مؤشر الدولار الأمريكي وارتفع الذهب ومؤشرات الأسهم الأمريكية
وعلى الرغم جيروم باول وفي مؤتمرة الصحفي أبقى الباب مفتوحا لرفعات إضافية لمعدل الفائدة وذكر بأن في إجتماع سبتمبر. قد يكون هناك تثبيت أو رفع لمعدلات الفائدة .. وطبعا ده مرهون بالبيانات الإقتصادية التي ستصدر خلال الفترة المقبلة ما قبل الاجتماع وأهمها البيانات الإقتصادية التي تعبر عن التضخم الأمريكي مثل :
مؤشر اسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين ومؤشر الإنفاق الاستهلاكي بالإضافة لبيانات سوق العمل مثل  مؤشر التوظيف في القطاع الخاص و معدل البطالة وكذلك إعانات البطالة الأسبوعية

• كل هذه البيانات سيراقبها الفيدرالي باهتمام والذي سيعتمد عليها في أجتماعه القادم سبتمبر

كيف تأثرت الأسواق بقرارات الفيدرالي ؟

الذهب صعد بسبب علاقته العكسية مع الدولار الأمريكي وفي تلويحات بأن الانكماش المتوقع الذي قد يحدث ممكن يعيد بريق الذهب من جديد وده بنتكلم عنه بالتفصيل لاحقا

بينما صعدت المؤشرات الأمريكية متفائلة بأن الفيدرالي في المراحل الأخيرة من التشديد النقدي وطبعا ده بينعكس على رفع شهية المخاطر واللي بيرجع يضخ سيولته من جديد في أسواق الأسهم

حساسة شهية المخاطر من قرارات الفيدرالي 

من الواضح بأن شهية المخاطر في إرتفاع متفائلة بأننا قريبين جدا من إنهاء السياسة الانكماشية في وقت أقرب من أي وقت أخر على الرغم من أن هناك تباين على موعد إنهاء السياسة التشددية إلا أن التفاول يشعر بها المخاطر حاليا

ولكن السؤال الأهم الذي تركز عليه الأسواق

متى موعد الإعلان عن إنهاء السياسة الانكماشية ؟

ومتى موعد بدء تخفيض الفائدة ؟

وهل سيتحقق الركود الناعم أو ما يسمى  Soft Landing أم سيكون هناك إنكماش إقتصادي واسع النطاق بسبب الرفعات المتتالية لأسعار الفائدة والتي قد تأخرت تأثيرها على الإقتصاد ولكن ستظهر فيما بعد من العام الجديد ؟


تعالوا نأخذكم في جولة فيما ذكرته بعض بيوت الخبرة للإجابة على هذه التساؤلات

محللوا بنك أوف أمريكا يتوقعون بأن إجمالي البيانات الإقتصادية القادمة ستكون قوية مما قد يعني أريحية للفيدرالي للمزيد من رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس في إجتماع سبتمبر للفيدرالي الأمريكي ومن المستبعد أن يكون هناك أي خفض لمعدل الفائدة حتى نهاية عام ٢٠٢٣ ، مع التوقعات بأن سيكون هناك خفض لمعدل الفائدة قبل مايو ٢٠٢٤ حسب ما يتوقعه محللو بنك أوف أمريكا

لذلك

الصعود الأخير للدولار الأمريكي مجرد رد فعل طبيعي لصدور بيانات تظهر نمو الآقتصاد الأمريكي بأفضل من التوقعات

الناتج الإجمالي المحلي (ربع سنويا) حالي تقدير سابق
27 يوليو, 2023 2.4% 1.8%
2.0%

بالإضافة إلي إنخفاض إعانات البطالة الأمريكي ولكن هذا لن يعكس الاتجاه الرئيسي للدولار الاخد بالانخفاض منذ أن حقق أعلي مستوى له منذ سبتمبر 2022

لأن شهية المخاطر مستمرة في الارتفاع متفائلة بإنهاء السياسة الانكماشية

الذهب ذو العائد الصفري

على الرغم من تحيز بعض لمحللين للاتجاه الصعودي للذهب لكنه يفتقر للعوامل التي تساعدة على الصعود في ظل إنحسار المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية وحل أزمة سقف الديون الأمريكية وتباطؤ التضخم العالمي بفضل السياسات الانكماشية

إلا أن العوامل التي قد تعزز من صعود الذهب :

  • حدوث انكماش إقتصادي واسع النطاق بسبب الرفعات المتتالية لمعدل الفائدة لمحاربة التضخم

حدوث تطورات جديد في التوترات الجيوسياسية بالتزامن مع إنهاء السياسات النقدية المتشددة
غير ذلك لن يكون هناك عوامل تعزز من صعود الذهب بدليل هبوط الدولار المتواصل لم يدعم الذهب في إختراق أعلي مستويات الذهب فوق ٢٠٠٠ دولار للأونص

موجز التقرير

لا شك الأسواق بدأت فعليا متفائلة بأننا قريبين جدا من أي وقت أخر من إنهاء السياسة الانكماشية مع قرب تحقيق هدف الفيدرالي للتضخم عند مستويات 2%
بالإضافة زيادة ثقة أعضاء الفيدرالي من تحقيق الركود الناعم وسوق عمل ما زال قوي
وده اللي بيأكده سلوك الدولار الذي تراجع من أعلي مستوى حققه في سبتمبر ٢٠٢٢ والذي سعر فعليا بأن الفيدرالي أقترب من دورة تثبيت ثم خفض أسعار الفائدة
أما الذهب يفتقر للعوامل التي تساعده على عودة بريقه ولم يستفيد من علاقته العكسية بالكامل مع الدولار بدليل عدم تجاوزه لأقوي منطقة مقاومة عند مستويات ٢٠٨١ دولار للأونص وهو أعلي مستوى حققه في مايو ٢٠٢٣
وهذا يعني أن شهية المخاطر بدأت تتفائل شيئا فشيئا لذلك هناك تباين في أن بداية خفض معدلات الفائدة قد تكون في الربع الأول أو الثاني من العام المقبل ٢٠٢٤ والتي ستعيد شهية المخاطر بوضوح

شاركنا برايك في التعليقات

دكتور محمد الغباري

شارك المقال

اترك تعليقاً