بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
مقدمة
منذ مارس 2022 رفع الإحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 10 مرات .. أضاف خلالها 500 نقطة أساس لمعدل الفائدة لترتفع من 0.25% إلي 5.25% .. بينما في أجتماع لجنة السياسات النقدية للفيدرالي الأخيرة ١٤ يونيو ثبت معدل الفائدة .. على إعتبار بأن القرارات السابقة للسياسة النقدية لم تظهر أثارها بعد على النشاط الاقتصادي والتضخم والقطاع المالي بالولايات المتحدة الأمريكية
لذلك فضل الفيدرالي تثبيت معدل الفائدة لإعطاء الفرصة لظهور أثار الرفعات السابقة على الآقتصاد الأمريكي حتي لا يتم المغالاة في رفع الفائدة بأكثر من اللازم وقتها قد تتسبب في حدوث ركود إقتصادي عميق وهذا ليس مطلوب بل المطلوب حدوث ركود أقتصادي ناعم ومقبول يمكن السيطرة عليه .
حيث يحاول أن يتمهل في إستكمال سياسته التشددية ومراقبة أثار السياسة النقدية على الآقتصاد الأمريكي مع مراقبته عن قرب لمعدل التضخم الذي يركز عليه الفيدرالي حاليا من أجل أن يصل التضخم من القراءة الحالية ٤٪ إلي ٢٪ هذا بعد حرب طويلة من الفيدرالي وسياسته النقدية منذ أن وصل التضخم إلي ذروته 9.1% في يونيو 2022
أسلحة الفيدرالي
لم يستخدم الفيدرالي سلاح واحد لمحاربة التضخم بل عدة أسلحه أهمها :
- السلاح المباشر والأساسي لدى الفيدرالي لتحقيق السياسة الانكماشية من خلال أداة أسعار الفائدة
- زيادة القيود على عمليات الائتمان والقروض مع أجل التقليل في الإنفاق الاستهلاكي
- السعي لزيادة البطالة في الولايات المتحدة وتحقيق الركود الناعم لضمان أنخفاض الإنفاق الإستهلاكي
تراجع الودائع والقروض
قد يصب ذلك في مصلحة خطة الفيدرالي حيث أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن تراجع الودائع ونشاط الإقراض في البنوك التجارية الأمريكية في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو ، حيث انخفض الإقراض المصرفي التجاري بمقدار 25.9 مليار دولار كما انخفض الإقراض السكني والقروض الاستهلاكية وهذا لا شك يصب في مصلحة إنخفاض الإنفاق والذي يقلل الضغط على التضخم .
تسعيرة الأسواق للركود الاقتصادي المحتمل
رغم أعتراف الأسواق بأن الفيدرالي ربما يرفع أسعار الفائدة أكثر قليلا إلا أن الاعتقاد بأن الدولار وصل إلي ذروته منتشر بشكل كبير وصناديق التحوط أصبحت تراهن على مزيد من راجع الدولار الأمريكي من الآن فصاعداً
وأصبحت الأسواق تسعر بقرب إنهاء السياسة التشددية وخاصة إذا صدرت بيانات التضخم يوم الأربعاء بأقل أو مثل التوقعات بالإضافة بأن الأسواق بدأت تسعر المخاوف من حدوث ركود إقتصادي
والذي قد يعكسه البيانات الإقتصادية خلال الفترة المقبلة، حيث يرى محللون بنك جي بي مورجان بأنه من المرجح إن تسؤ البيانات الإقتصادية في النصف الثاني من العام الجاري وأن أرباح الشركات الأمريكية ستتعرض للضغط .
هدؤ لسوق العمل بعد قوة فارطة
بعدما كان يوصف سوق العمل الأمريكي بأن ما زال قويا جدا ويقف كأحد العراقيل أمام الفيدرالي لمحاربة التضخم إلا أن كانت التوقعات تشير بأن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف 225 ألف وظيفة بالقطاع الخاص إلا أن صدر بيانات التوظيف بأقل من التوقعات ووصفوها الخبراء بداية هدؤ سوق العمل كذلك صدر تقرير الوظائف للقطاع الخاص غير الزراعي بأقل من التوقعات مع صدور معدل البطالة بنفس التوقعات عند 3.6%
وهنا بدأت الأسواق تتوقع باحتمالية بأن قد يكتفي الفيدرالي برفع الفائدة مرة واحدة فقط قبل نهاية العام .
الفيدرالي ينتظر المزيد من الأدلة
الفيدرالي الأمريكي يسعى إلي الحصول على المزيد من الأدلة على تباطؤ التضخم ومن ضمن تلك الأدلة ما صدر من بيان عن هدوء سوق العمل بالإضافة ما سيصدر هذا الأسبوع يوم الأربعاء أحد مقاييس التضخم وهو مؤشر أسعار المستهلكين وتترقبه الأسواق بعناية والذي إن صدر بأقل أو مثل التوقعات قد نرى تراجع شديد للدولار الأمريكي أمام سلة العملات الأخرى وقد نرى ارتداد قوي للذهب والعملات المشفرة .
الخلاصة
- من الصح أن الفيدرالي يتوقف عن رفع الفائدة حتي يترك الفرصة بظهور أثار الرفعات السابقة على الآقتصاد الأمريكي وعلى التضخم والنشاط المالي حيث يود أن يرفع الفائدة بالمقدار الذي يناسب الضغط على التضخم لتحقيق هدفه إلي 2% مع السماح بحدوث ركود إقتصادي ناعم يمكن السيطرة عليه
- مما لا شك فيه أن تشهد الولايات المتحدة نمو إقتصادي ضعيف على المدى المتوسط حسب ما يتوقعه الاقتصاديون لذا فإن الدولار الأمريكي قد يشهد تراجع بالفترة المقبلة بالإضافة إلي تسعيرة الأسواق بأن الفيدرالي قد يقترب من نهاية دورة التشديد النقدي مما قد يضعف الدولار الأمريكي أكثر
- بالتالي في ظل البنوك المركزية الأوروبية مستمر في زيادة أسعار الفائدة لديها لاحتواء التضخم المرتفع قد يجعل الدولار الأمريكي أقل جاذبية نسبيا أمام العملات الاخري التي قر ترتفع قيمتها مقابل الدولار
- بالإضافة أن سيكون للذهب الفرصة للصعود للإستفادته من العلاقة العكسية مع الدولار بالإضافة العملات المشفرة التي بدأت تلفت الانتباه إليها على الرغم من الأخبار السلبية التي تعيشها الأصول المشفرة
- كن حذر من تداولات هذا الأسبوع وخاصة يوم الأربعاء الذي سيصدر في بيانات أسعار المستهلكين الأمريكي الذي يعكس معدل التضخم .